أولًا: التربية الإسلامية تحقق النمو المتكامل المتوازن لشخصية الإنسان:
فالتربية الإسلامية لا تركز على جانب واحد من الشخصية -الروحي أو العقلي أو الجسمي أو الانفعالي أو الاجتماعي- وإنما تهتم بجميع هذه الجوانب معًا، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى الإنسان من الجنة إلى الأرض، والمعيشة الأرضية تحتاج إلى إشباع حاجات النفس والعقل والروح والجسم معًا. يقول تعالى:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص: ٧٧] ، وقد سبق أن رأينا أن مفهوم التزكية يشمل النفس والعقل والجسم معًا. فالإسلام يطالبنا بصحة الأبدان "إن لبدنك عليك حقًّا"، وبالحفاظ على السمع والبصر والفؤاد {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}[الإسراء: ٣٦] . والإسلام يخاطب عاطفة الإنسان وقلبه ووجدانه، اعتبر أن العلم أحد المعايير الحاسمة للتمايز بين البشر كما يتضح من العديد من آيات العلم التي سبق أن أشرنا إليها، والتقوى ذاتها تقوم على العلم بالكتاب والسنة. وبوجه عام نستطيع القول إن التربية تحرر الإنسان نفسًا وروحًا وعقلًا وجسمًا ...