للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مواجهة الإسلام لمشكلة الفقر]

[مدخل]

...

أولا: مواجهة الإسلام لمشكلة الفقر:

يقر الإسلام مبدأ الفروق الفردية بين الناس في قدراتهم وظروفهم واستعداداتهم وثرواتهم، واعتبر الإسلام أن الفقر والغنى حقيقتان ثابتتان من طبيعة الوجود الإنساني والاجتماعي، قال تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: ٣٢] . غير أن الإسلام لا يسمح أن يذل الفقير ولا أن يتغطرس الغني فيكون الحقد الطبقي والصراع الاجتماعي المدمر واستغلال بعض الناس موقفهم على السلم الاقتصادي لنيل امتيازات غير مشروعة. وقدم الإسلام نظاما متكاملا لمواجهة الفقر أوجز أهمها فيما يلي:

أ- تمكين كل قادر على العمل أن يعمل كواجب من واجبات الدولة سواء أكان عملا ذهنيا أو يدويا، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على العمل اليدوي حيث قال عليه السلام: "ما أكل ابن آدم طعاما خيرا من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يديه" وقد ذكر نبي الله داود بالذات لأنه كان قائدا عظيما وملكا ذا سلطان، وتحت يده خزائن الدولة لو أخذ منها ما يكفيه وأهله بالمعروف ما كان عليه غضاضة فيا يأخذ لكنه آثر أن يأكل من عمل يديه لينال ذلك الكسب

<<  <   >  >>