تعد العقيدة -في الإسلام- هي الأصل الذي تبنى عليه الشريعة، فلا وجود للشريعة إلا بوجود العقيدة، ولا ازدهار ولا تطبيق للشريعة إلا في ظل سيادة العقيدة. وللإنسان قوتان، إحداهما نظرية -وكمالها يتحقق في معرفة الحقائق على ما هي عليه، والأخرى عملية- وكمالها يتحقق في القيام بما ينبغي من الشئون في الحياة٨. وإذ يقرر الإسلام هذا المبدأ يستهدف تحقيق سعادة الإنسان وتحقيق أمنه الجسمي والنفسي والاجتماعي في الحياة الدنيا، وسعادته وفوزه بالنعيم في الآخرة. وقد جاءت التكاليف الإسلامية على نوعين: الأول، يتطلب علمًا. والثاني، يتطلب عملًا. {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[النحل: ٩٧] . وقد اصطلح العلماء على تسمية التكاليف التي تطلب علمًا بالعقائد أو أصول الدين، كما اصطلحوا على تسمية التكاليف التي تطلب عملًا بالشريعة أو الفروع.
والشريعة اسم للنظم والأحكام التي شرعها الله أو شرع أصولها وكلف المسلمين بها ليأخذوا أنفسهم بها في علاقتهم بالناس. وهي على كثرتها ترجع إلى ناحيتين أساسيتين هما: