أقدم لزملائي وطلابي والدارسين والمشتغلين بقضايا المجتمع الإسلامي وعلم الاجتماع الإسلامي بفروعه المتعددة، الطبعة الثانية من "كتابي بناء المجتمع الإسلامي ونظمه" بعد أن نفدت الطبعة الأولى. وأجد لزامًا عليّ أن أقدم الطبعة الثانية مطورة منقحة، فقد أضفت في فصل "النظام التربوي في الدين الإسلامي الحنيف" فقرة عرضت فيها نماذج من الآراء التربوية عند المسلمين. وقد اقتصرت على عرض أهم الآراء والمرئيات التربوية عند أكبر علماء الكوفة في النصف الأول من القرن الثاني الهجري وهو الإمام أبو حنيفة، وعند أحد الباحثين المعاصرين وهو مالك بن نبي.
ولما كانت قضية تنمية المجتمعات وتحديثها من بين الموضوعات التي تحتل أهمية استراتيجية في كل العلوم الاجتماعية المعاصرة سواء على المستوى النظري والتوجهات الإيديولوجية، أو على المستوى التطبيقي، خاصة بالنسبة لدول العالم الثالث، فقد رأيت أن أقدم فصلًا يضاف إلى هذا الكتاب أعرض فيه لأهم قضايا التنمية والتحديث كما تتناولها العلوم الاجتماعية بشكل عام وعلم الاجتماع بشكل خاص، وأوضح فيه أهم أبعاد ومداخل التنمية المتصارعة في الفكر الاجتماعي، وأقدم المدخل الإسلامي المقترح للتنمية بوصفه مدخلًا متوازنًا متكاملًا شموليًا ينطلق من منطلقات إيمانية سواء على مستوى الدافعية أو التوجهات أو السلوك ويحقق التكامل في