وهو أهم الأساليب فلا خير في مرب يتشدق بقيم واتجاهات لا يحققها سلوكيًّا في نفسه، وينهانا القرآن الكريم عن التناقض بين القول والفعل، يقول تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف: ٢، ٣] . وقد كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة لكل المؤمنين، والمثل الذي يجب الاهتداء به قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}[الأحزاب: ٢١] . وعندما سُئِلَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ عَنْ خُلُقِ الرسول قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت:"فإن خلق نبي الله صلي الله عليه وسلم كان القرآن" أخرجه مسلم ١/٥١٣. ويجب على كل مرب -أب أو مدرس أو واعظ- أن يضرب المثل بنفسه لكل ما يدعو إليه حتى يكون له الأثر الطيب في نفوس النشء، إلى جانب تخير الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الأطفال لما له من أثر في الصياغة الثقافية Cultural Moulding للفرد، ويجب أن تكون سيرة الرسول -عليه السلام- جزءًا دائمًا من منهج التربية ليكون قدوة حية أمام الناس للفرد. وقد سبق أن أشرنا إلى هذه النقطة.