ثالثًا: تكوين الاتجاهات قبل الفهم واستيعاب المعلومات:
نَبَّهَ الْقرآن الكريم إلى ضرورة تكوين الاتجاهات الإيجابية نحو قضية أو علمٍ أو موضوع ما قبل تلقي المعلومات والتفصيلات بشأنه، وهو ما يطلق عليه اليوم تحقيق التهيؤ الذهني والنفسي لدى المتعلم. ويتضح هذا في أول سورة البقرة التي توضح أن الكتاب الكريم موجه للذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وينفقون ما رزقهم سبحانه ... يقول تعالى:{الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}[البقرة: ١-٥] .
وما لم يتكون الاتجاه الإيماني السليم لدى المتعلم في مجال العقيدة، فلن تجدي محاولات الإقناع والتعليم والبرهان ... إلخ. وقد بين سبحانه -على سبيل المثال- أن العجزة لا تجدي مع من لم تتكون