للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عجز عن ذلك بالرغم مما يبذله من جهود قيل: إنه سيئ التوافق maladjusted. ويعرف سوء التوافق بأنه حالة دائمة أو مؤقتة تبدو في عجز الفرد وإخفاقه في حل مشكلاته اليومية خاصة الاجتماعية بشكل لا يحقق معه ما ينتظره غيره منه أو ما يتنظره هو من نفسه، وهناك مجموعة من الميادين التي تتصل بالتوافق وعدم التوافق، فهناك التوافق أو سوء التوافق المهني، والتوافق الأسري، والتوافق الديني، والتوافق الاقتصادي، والتوافق التعليمي.. غير أن هذه الجوانب المختلفة تتصل بمظهر التوافق العام الذي يتعلق بمدى تمسك الفرد بالعقيدة والقيم وقدرته على التعامل السوي مع الآخرين، وإقامة صلات راضية مرضية معهم، وقدرته على العمل، وأن يكون إنسانًا منجزًا.

ولسوء التوافق العام مظاهر شتى ودرجات تختلف شدة وعنفًا وإزمانًا واستعصاءًا على العلاج، فقد يبدو في صورة انحراف خفيف أو سلوك مغرب لا يكاد يوصف بالشذوذ، أو في صورة مشكلة سلوكية مما يَعْرَض لكثير من الأطفال كقضم الأظافر أو التبول القسري أو التمرد أو العناد، أو السرقة والكذب، كما يبدو في صورة تمرد شديد لدى المراهق أو ميله الشديد للانطواء، وقد يبدو في صورة أشد عنفًا كالأمراض النفسية neuroses والأمراض النفسية المهنية والأمراض النفسية الجسمية psycho- somatic والانحرافات الجنسية sex deviance والإجرام criminality. وأخطر ضروب سوء التوافق هو الأمراض العقلية psychoses التي تسمى في اللغة الدارجة بالجنون، تلك الأمراض التي تجعل الفرد غريبًا عن نفسه وعن الناس، خطرًا على نفسه وعلى الناس، مما يقعده عن العمل ويتطلب من المجتمع عزله والإشراف عليه وعلاجه.

ولسوء التوافق العام عدة أسباب بيولوجية أو نفسية اجتماعية psycho- social فمن الأسباب البيولوجية تلف الجهاز العصبي المركزي central nervous system، أو الجهاز الغدي glandular system، أو

<<  <   >  >>