للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعاصرين، مثل: إدوين سوذرلاند E. Sutherland صاحب كتاب "جرائم الصفوة" في أمريكا White Collar Crimes وهذا يعني أن الانحراف عندما يسود مجتمعًا فإن هذا يشير إلى انحراف ثقافة Culture ذلك المجتمع، وثقافة المجتمع الإسلامي -بأسسها سابقة الذكر- ثقافة صحية تؤدي -وقد طبق ذلك تطبيقًا واقعيًا- إلى إيجاد مجتمع متكامل متكافل متعاون، وهو ما يفتقده الكثير من مجتمعات البشر اليوم. وبالنسبة للإخلاص وإحضار النية في جميع الأقوال والأعمال والأحوال البارزة والخفية، يقول تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥] . وبالنسبة للتوبة فهي واجبة من كل ذنب، فإذا كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط:

الأول: أن يقلع الإنسان عن المعصية تمامًا.

الثاني: أن يندم على فعلها.

الثالث: أن يعقد العزم على ألا يعود إليها أبدًا.

فإذا كانت المعصية تتعلق بآدمي فيجب إلى جانب الشروط الثلاثة السابقة أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالًا أو نحوه رده إليه، وإن كان قذفًا ونحوه مكنه منه وطلب عفوه وهكذا. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم: ٨] . وقال عليه السلام: "يا أيها


= أشكال هي:
أ- التمرد على الغايات المفضلة ثقافيا وعدم الاعتراف بها أو السعي لتحقيقها.
ب- محاولة تحقيق الغايات المفضلة ثقافيًا من خلال أساليب غير مشروعة.
ج- التمرد على كل من الغايات المفضلة ثقافيًّا ووسائل تحقيقها معًا.
د- الانسحاب من دنيا الواقع -بالإدمان والمخدرات- نتيجة الفشل في مسايرة الواقع والتوافق معه.
هـ- الامتثال المفرط أو المغالاة في الالتزام بالقواعد والإجراءات والمعايير لدرجة تحول الوسائل إلى غايات ... والواقع أن هذه الدراسة صدرت عن المجتمع الأمريكي الذي يركز على الثراء والنجاح الاقتصادي فحسب مع إهمال الإنسان والعلاقات الإنسانية بين الناس، والثقافة الإسلامية المستندة إلى الكتاب والسنة تقيم مجتمعًا صالحًا لا تظهر داخله هذه الأنواع والانحرافات كما تتخذ الأساليب الوقائية التي تحول دون ظهورها أصلًا.
R. K. Merton Social Structure And Anomie -E- Sutherl, and White Collar Criminality.

<<  <   >  >>