المؤدي إلى الاقتصاد الحديث من جهة أخرى. ومن أمثلة التساؤلات المطروحة. هل تبدأ الدولة بنموذج للتصنيع الخفيف أم الثقيل؟ وهل تتطلب التنمية إحداث تغيرٍ متوازٍ أم غير متوازٍ بين مختلف المتغيرات الاقتصادية؟ ... إلخ.
والواقع أنَّ البيئة الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورًا مهمًّا في تهيئة المناخ للتنمية داخل الدول النامية أو في تعريضه. وقد أشار "هباكوك Habakkuk" إلى الدور الذي لعبه المناخ "السوسيو- اقتصادي" لإنجلترا في تسهيل النتمية الوطنية داخلها. ويعطي على هذا أمثلة، المجال الجغرافي واتساع حجم السوق بسبب المستعمرات وندرة الحروب الداخلية أو الاضطرابات السياسية وانخفاض تكاليف الأيدي العاملة والمواد الخام ... إلخ. وعلى العكس من الظروف في إنجلترا وفي الدول الأوروبية بوجه عام تواجه المجتمعات النامية العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المعوقة لانطلاقها الإنمائي. فهي ليس أمامها فرص للتوسع الإقليمي إلى جانب ضعف التراكم الرأسمالي وانتشار الأمية وانخفاض المستوى التكنولوجي وضعف قدراتها الإنتاجية وبالتالي التنافسية في الأسواق الدولية. وإلى جانب هذا فإن اقتصاد هذه الدول يتسم بعدم التنوع ذلك أنه يعتمد على المنتجات الأولية سواء الزراعية أو التعدينية. وقد وجد أن أكثر من ٨٠% من أبناء غالبية هذه الدول يعملون في الزراعة الأولية. وكما يشير "لوير" Lauer بحق فإن تنمية المجتمعات الأوروبية تم بشكل لن يتكرر لأنه كان على حساب المواد الخام والعمالة الرخيصة والأسواق في الدول النامية التي كانت مستعمرات في الماضي. وهذا يعني أن المناخ الدولي لتجربة التنمية الأوروبية يتناقض مع المناخ الدولي لتنمية المجتمعات النامية اليوم، فهو مدعم في الأولى، معوق في الثانية:
ولعل هذا المناخ الدولي المعوق للتنمية في دول العالم الثالث هو ما