للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتعرض لها برامج التنمية داخل المجتمعات النامية من جانب الدول المتقدمة والدول النظيرة، ويتعلق بطبيعة العلاقات الدولية وعلاقة المجتمع بالتكتلات والكيانات الكبرى والمناطق الاقتصاية والاتفاقيات الدولية والثنائية ... إلخ. وموقف المجتمع من هذه المتغيرات.

-والواقع أن هناك تداخلًا كبيرًا بين مفهوم التحديث ومفهوم التنمية ولكن لأهداف الفهم العلمي نرى قصر مفهوم التحديث على الاستفادة من المنجزات العلمية والتكنولوجية في رفع مستويات الدخل القومي والإنتاج وحفز الناس وتعبئة قواهم في سبيل تحقيق هذا الهدف وبناء التنظيمات الإنتاجية والخدمية الأكثر كفاية وكفاءة، وتحسين العمليات التعليمية وجوانب الرعاية الصحية والاجتماعية، أما التنمية فتضمن هذا الجانب "التحديث" إلى جانب الانطلاقات الفكرية الموجهة له وأهدافه وغاياته النهائية. وإذا كان هناك تحديث في الغرب الليبرالي وفي الدول الماركسية وفي الدول ذات الاقتصاد المختلط وفي الدول الإسلامية ... إلخ، فإن الخلاف بينهما لا يمكن في الاستخدام العلمي والتكنولوجي، ولكن في منطلقات وفلسفة هذا الاستخدام وأهدافه وغاياته النهائية وأساليب توظيف نتائج التنمية أو التوجيهات الإيديولوجية للتنمية.

هذا وقد طرحت عدة مداخل نظرية لفهم التنمية الاجتماعية في التراث الاجتماعي* منها: مداخل النماذج المثالية، والمتصلات الثقافية، التحضر المدخل التطوري، المدخل الاقتصادي، المدخل الديموغرافي، المدخل العنصري، المدخل الماركسي، المدخل السيكولوجي، مدخل النسق العالمي ... وقد فصلت هذه المداخل في دراسات سابقة٣٤ وسننتقل الآن


* سبق أن عرضتها تفصيلًا في دراساتي السابقة. انظر كتاب "علم اجتماع التنمية" السابق الإشارة إليه الفصل الأول، وارجع إلى مقال بعنوان "الإيديولوجيا وأزمة علم اجتماع التنمية" الكتاب السنوي لعلم الاجتماع -كلية العلوم الاجتماعية الرياضية- الكتاب الأول ١٤٠٨هـ.

<<  <   >  >>