للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- (١) " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: اللهم العن فلانا وفلانا (٢) بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} (٣) " ١.

ــ

(١) أي في صحيح البخاري، ورواه النسائي وغيره عن عبد الله بن عمر بن الخطاب الصحابي الجليل، الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاح، ففي الصحيح أنه قال لحفصة: " إن أخاك، أو إن عبد الله رجل صالح " ٢. وهو معروف بالورع، ليس في زمانه له نظير في ذلك، أسلم مع أبيه وهو صغير، وكان من أهل العلم، كثير الإتباع، شديد التحري والاحتياط، أجيز يوم الخندق، وأفتى ستين سنة، وبلغ ستاً وثمانين.

(٢) هذا القنوت على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، كما بينه في الرواية الآتية، وذلك بعد ما شج رأسه، وكسرت رباعيته يوم أحد، وأصل اللعن الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السبّ، وتقدم.

(٣) أي يدعو عليهم بعد التسميع، فأخبره الله أنه ليس له من الأمر شيء إلا ما أمر به، ومعنى "سمع الله لمن حمده" استجاب دعاء الحامدين له وقبله، فاستجب يا ربنا، ولك الحمد على ذلك، والحمد ضد الذم، ويكون على محاسن المحمود مع المحبة له، وفرق بينه وبين المدح بأن الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخبارا مجردا عن حب وإرادة، وهو المدح، أو يكون مقرونا بحبه وإرادته فهو الحمد.


١ البخاري: المغازي (٤٠٧٠) , والنسائي: التطبيق (١٠٧٨) , وأحمد (٢/٩٣ ,٢/١٤٧) .
٢ مسلم: فضائل الصحابة (٢٤٧٨ ,٢٤٧٩) , والترمذي: المناقب (٣٨٢٥) , وابن ماجه: تعبير الرؤيا (٣٩١٩) , وأحمد (٢/٥) .

<<  <   >  >>