وفي رواية:" يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام (١) ، فنزلت:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}(٢) " ١. وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه (٣) .
ــ
(١) إنما دعا عليهم لأنهم رؤوس المشركين يوم أحد، هم وأبو سفيان بن حرب، وأشد الناس عداوة له صلى الله عليه وسلم وهم السبب في غالب ما جرى عليه، ومع ذلك ما استجيب له صلى الله عليه وسلم فيهم.
(٢)(أو يتوب عليهم أو يعذبهم) فتاب عليهم فأسلموا، وحسن إسلامهم، والمقصود أنه صلى الله عليه وسلم دعا في الصلاة، وهو أشرف الخلق، وخلفه الصحابة يؤمنون على دعائه، وهم صفوة الخلق بعد الرسل، ومع ذلك أنزل الله هذه الآية، فلا يبقى في قلب أحد شيء من التعلق بغير الله عز وجل، فإن في هذا كله أكبر دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم لا يملك ولا يقدر إلا على ما أقدره الله عليه، فبطل ما يعتقده فيه المشركون أنه ينفع دعاؤه بعد موته صلى الله عليه وسلم أو دعاء أحد من سائر الأنبياء والصالحين بهذه البراهين. قال المصنف:((وفيه القنوت في النوازل وتسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم، ولعن المعين في القنوت)) اهـ.
وفيه إثبات التسميع والتحميد للإمام، ومحل القنوت بعده، وآكديته في الفجر، وإن كان قد ورد في غيره فهذا الحديث أصح.
(٣) أي في صحيح البخاري، وله طرق كثيرة في الصحيحين والمسانيد والسنن وغيرها، عن أبي هريرة وغيره، واسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر، قال النووي:((على الأصح من ثلاثين قولا، كني بهريرة كانت له في صغره، وهو أول من كني بهذا)) اهـ.
وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وهو ابن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف ابن عتاب الدوسي، من حفاظ الصحابة وفضلائهم وأكابرهم، لم يحفظ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد منهم أكثر منه، مات سنة ٥٧ هـ، وله ٧٨.
١ البخاري: المغازي (٤٠٧٠) , والترمذي: تفسير القرآن (٣٠٠٥) , والنسائي: التطبيق (١٠٧٨) , وأحمد (٢/٩٣ ,٢/١٠٤ ,٢/١١٨ ,٢/١٤٧) .