فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه (١) ، فيكذب معها مائة كذبة (٢) ، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ (٣)
ــ
(١) أي الشهاب، وهو النجم الذي يرمى به، أي ربما أدرك الشهاب المسترق لتلك الكلمة التي سمعت من السماء، قبل إلقائها فأحرقه، وربما ألقى الكلمة قبل أن يدركه، لما لله في ذلك من الحكمة، وإلا فلا يفوته سبحانه شيء، والحديث يدل على أنه كان يرمى قبل البعثة، كما رواه أحمد ومسلم وغيرهما عن ابن عباس:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في نفر من أصحابه، فرمي بنجم عظيم فاستنار، قال: "ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول: لعله يولد عظيم أو يموت عظيم، قال: " فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك اسمه إذا قضى أمرا سبح حملة العرش، ثم يسبح أهل السماء الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح هذه السماء الدنيا، ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم، ويخبر أهل كل سماء سماء، حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء، ويخطف الجن السمع فيرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يزيدون فيه ويقرفون وينقصون " ١.
(٢) بفتح فسكون، أي يكذب الساحر أو الكاهن مع تلك الكلمة التي ألقاها إليه وليه من الشياطين مائة كذبة، ويزيد وينقص، أو يكذب الشيطان مع الكلمة التي استرقها مائة كذبة، ويخبر بالجميع وليه من الإنس فما جاؤوا به على وجهه فهو صدق، وما خلط فيه فهو كذب، ومع هذا يفتتن الإنس بذلك، ويقبلون ما جاؤوا به مع كثرة الكذب.
(٣) احتجاج من أهل الباطل لباطله، قال الشارح:((وهكذا في نسخة بخط المصنف، كما في صحيح البخاري سواء)) .
١ مسلم: السلام (٢٢٢٩) , والترمذي: تفسير القرآن (٣٢٢٤) , وأحمد (١/٢١٨) .