للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء (١) "١. وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه (٢) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي (٣) ،

ــ

(١) الباء سببية، أي يصدق الساحر أو الكاهن أولياؤه من الإنس، بسبب تلك الكلمة، ويروج معها مائة كذبة. وفي الصحيح عن عائشة: " قلت: يا رسول الله إن الكهان كانوا يتحدثون بالشيء فنجده حقا، قال: تلك الكلمة الحق يخطفها الجني، فيقذفها في أذن وليه، ويزيد فيها مائة كذبة " ٢. قال المصنف: ((وفيه قبول النفوس للباطل، يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة كذبة)) اهـ.

وفيه أن الشيء إذا كان فيه نوع من الحق، فلا يدل على أنه حق كله، فكثيرا ما يلبس أهل الضلال الحق بالباطل، ليكون أقبل لباطلهم، وفي هذه الأحاديث وما بعدها وما في معناها إثبات علو الله على خلقه، على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنه لم يزل متكلما إذا شاء يسمعه الملائكة، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.

(٢) بكسر السين، ابن خالد بن عمرو بن قرط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب العامري الكلابي، ويقال: الأنصاري، صحابي وأبوه أيضا صحابي، يقال: وفد أبوه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا له، وزوجه أخته الكلابية.

(٣) هذا في جميع الأمور التي يقضيها الرب تبارك وتعالى، كما يدل عليه حديث أبي هريرة، والإرادة صفة من صفات الله عز وجل وهي نوعان: إرادة شرعية دينية، مستلزمة لمحبة الله ورضاه. وإرادة قدرية كونية عامة شاملة، وهو سبحانه يريد الخير ويأمر به، وينهى عن الشر ولا يأمر به، وإن كان مريدا له، فكل الأشياء كائنة بمشيئته وقدرته وخلقه، وفيه النص على أن الله يتكلم بالوحي متى شاء، قال المصنف: ((وفيه إثبات الصفات خلافا للأشعرية)) .


١ البخاري: تفسير القرآن (٤٨٠٠) , والترمذي: تفسير القرآن (٣٢٢٣) , وابن ماجه: المقدمة (١٩٤) .
٢ البخاري: الأدب (٦٢١٣) , ومسلم: السلام (٢٢٢٨) , وأحمد (٦/٨٧) .

<<  <   >  >>