للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن تحمدهم على رزق الله (١) ، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله (٢) ،

ــ

= الشك: كمال الإيمان. وقال ابن مسعود: ((اليقين الإيمان كله، والصبر نصف الإيمان)) . وروي عنه مرفوعا. ويدخل فيه تحقيق الإيمان بالقدر السابق، كما في حديث ابن عباس مرفوعا: " فإن استطعت أن تعمل بالرضى في اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ". وفي رواية: كيف أصنع باليقين؟ قال: " أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك " ١. فمن ضعفه أن تؤثر رضاهم على رضى الله، فتوافقهم على ترك المأمور أو فعل الحظور، استجلابا لرضاهم، وذلك لأنه لم يقم بقلبه من إعظام الله وإجلاله وهيبته ما يمنعه من استجلاب رضى المخلوق، بما يجلب له سخط خالقه، وبهذا الاعتبار يدخل في نوع من الشرك؛ لأنه آثر رضى المخلوق على رضى الخالق، وتقرب إليه بما يسخط الله، ومن قوي إيمانه آثر رضى الخالق على رضي المخلوق، فحصل له رضي الله ورضى الخلق.

(١) وتشكرهم على ما وصل إليك من أيديهم بأن تضيفه إليهم وتحمدهم عليه، وتنسى الله عز وجل فإن المتفضل في الحقيقة هو الله الذي قدره لك وأوصله إليك، وإذا أراد أمرا قيض له أسبابا. ولا ينافي هذا الحديث " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " ٢؛ لأن شكرهم إنما هو بالدعاء لهم، لكون الله ساقه على أيديهم، فتدعو لهم أو تكافئهم لحديث: " من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " ٣. فإضافة الصنيعة إليهم إنما هو لكونهم صاروا أسبابا في إيصال المعروف إليك، وإلا فالذي قدره وساقه هو الله وحده.

(٢) لأنه لم يقدر لك ما طلبته على أيديهم، فلو قدره لك لساقته المقادير إليك.


١ أبو داود: السنة (٤٧٠٠) .
٢ الترمذي: البر والصلة (١٩٥٤) , وأبو داود: الأدب (٤٨١١) , وأحمد (٢/٢٥٨ ,٢/٢٩٥ ,٢/٣٠٢ ,٢/٣٨٨ ,٢/٤٩٢) .
٣ النسائي: الزكاة (٢٥٦٧) , وأبو داود: الأدب (٥١٠٩) , وأحمد (٢/٦٨) .

<<  <   >  >>