للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهما في حديث عتبان (١) " فإن الله حرم على من قال لا إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ?" ١ (٢) .

ــ

= فإنه يدخل الجنة على أحد ثلاثة تقادير. إما أن يلقى الله سالما من جميع الذنوب فيدخلها من أول وهلة، أو يلقى الله وهو مصر على كبيرة أو ذنب، وهو بين أمرين إما أن يعفو الله عنه فيدخله الجنة، أو يجازيه بجرمه ثم يدخله الجنة، ففيه فضل التوحيد وذلك أن من مات على التوحيد فمصيره إلى الجنة بكل حال.

(١) أي وللبخاري ومسلم في حديث طويل أخرجاه في صحيحيهما بكماله، وهذا طرف منه، عن عتبان بكسر العين بن مالك بن عمرو بن العجلان الخزرجي السالمي، صحابي مشهور بدري مات في خلافة معاوية.

(٢) هذا هو حقيقة معناها، فإن من قالها يبتغي بها وجه الله لا بد أن يعمل بما دلت عليه من الإخلاص ونفي الشرك، فإن المقتضى لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه، وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه، أو ولوجود مانع، ومما قيدت به في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "غير شاك" وفي الصحيح: " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة " ٢. وفي رواية: " ما من أحد يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار " ٣، ولمسلم: " لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " ٤، وله أيضا: " من لقيت يشهد ألا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة " ٥، وفيهما مرفوعا: " ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " ٦، فيحمل المطلق على المقيد.

قال شيخ الإسلام وغيره: قالها بصدق وإخلاص ويقين ومات على ذلك، فإن حقيقة التوحيد انجذاب القلب إلى الله جملة بأن يتوب من الذنوب توبة نصوحا، فإذا مات على تلك الحال نال ذلك، فإنه قد تواترت الأحاديث بأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، وما يزن خردلة، وما يزن ذرة، وتواترت بأن كثيرا =


١ البخاري: الصلاة (٤٢٥) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٣٣) .
٢ البخاري: العلم (١٢٩) , وأحمد (٣/١٥٧ ,٣/٢٤٤) .
٣ البخاري: العلم (١٢٨) , ومسلم: الإيمان (٣٢) .
٤ مسلم: الإيمان (٢٧) , وأحمد (٢/٤٢١) .
٥ مسلم: الإيمان (٣١) .
٦ البخاري: اللباس (٥٨٢٧) , ومسلم: الإيمان (٩٤) , وأحمد (٥/١٦٦) .

<<  <   >  >>