للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= ممن يقولها يدخل النار ثم يخرج منها، وتواترت بأنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله، ومن شهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال.

قال الشارح وغيره: لا بد في شهادة ألا إله إلا الله من سبعة شروط لا تنفع قائلها إلا باجتماعها:

(أحدها) العلم المنافي للجهل. (الثاني) اليقين المنافي للشك. (الثالث) القبول المنافي للرد. (الرابع) الانقياد المنافي للترك. (الخامس) الإخلاص المنافي للشرك. (السادس) الصدق المنافي للكذب. (السابع) المحبة المنافية لضدها. ونظمها بعضهم فقال:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع ... محبة وانقياد والقبول لها

وركناها النفي والإثبات، نفي الإلهية عما سوى الله، وإثباتها لله وحده، وأكثر من يقولها اليوم لا يعرف معناها، ولا يعرف الإخلاص ولا اليقين، أو يقولها تقليدا أو عادة ولم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وغالبهم من يفتن عند الموت، وفي الحديث: " سمعت الناس يقولون شيئا فقلته " ١، وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث؛ فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذه الحال مصرا على ذنب أصلا، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء، فإذا لا يبقى في قلبه إرادة لما حرمه الله ولا كراهة لما أمر الله به، وهذا هو الذي يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، وإن قالها على وجه خلص به من الشرك الأكبر دون الأصغر، ولم يأت بعدها بما يناقض ذلك فهذه الحسنة لا يقاومها شيء من السيئات، فيرجح بها ميزان الحسنات، كما في حديث البطاقة، فيحرم على النار، ولكن تنقص درجته في الجنة بقدر ذنوبه، وهذا بخلاف من رجحت سيئاته بحسناته ومات مصرا على ذلك فإنه يستوجب النار، وإن قال لا إله إلا الله، وخلص بها من الشرك الأكبر، لكنه لم يمت على ذلك بل أتى بعدها بسيئات رجحت على حسنة توحيده، وإنما يخاف على المخلص أن يأتي بسيئات راجحة فيضعف إيمانه، فلا يقولها بإخلاص ويقين =


١ البخاري: العلم (٨٦) , ومسلم: الكسوف (٩٠٥) , وأحمد (٦/٣٤٥) , ومالك: النداء للصلاة (٤٤٧) .

<<  <   >  >>