وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (١) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال موسى عليه السلام: (٢) يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به (٣) .
ــ
= مانع من جميع السيئات، ويخشى عليه من الشرك الأكبر والأصغر، فإن سلم من الأكبر بقي معه من الأصغر، فيضيف إلى ذلك سيئات تنضم إلى هذا الشرك، فيرجح جانب السيئات فيمتنع الإخلاص في القلب، فيصير المتكلم بها كالهاذي أو النائم.
فإذا كثرت الذنوب ثقل على اللسان قولها وقسا القلب، وكره العمل الصالح، وثقل عليه سماع القرآن، واستبشر بذكر غير الله، واطمأن إلى الباطل، واستحلى الرفث ومخالطة أهل الغفلة، وكره مخالطة أهل الحق، فمثل هذا إذا قالها قال بلسانه ما ليس في قلبه، فلا يقوى قولها على محو السيئات، فترجح سيئاته على حسناته. قال الحسن: " ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال " اهـ.
وفيه تحريم النار على أهل التوحيد الكامل، وأن العمل لا ينفع إلا إذا كان خالصا لله تعالى.
(١) واسمه سعد بن مالك بن سنان الخزرجي الأنصاري مشهور بكنيته ونسبته إلى بني خدرة، صحابي جليل وأبوه صحابي، استصغر بأحد وشهد ما بعدها، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وأبي بكر وعمر وغيرهما، وعنه جمع من الصحابة والتابعين، مات سنة ٧٤ هـ.
(٢) ابن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق رسول بني إسرائيل، وكليم الرحمن، قيل: ولد قبل عيسى سنة ١٥٧١، وتوفي سنة ١٤٥١.
(٣) أي علمني شيئا يجتمع لي فيه الأمران أثني عليك به وأحمدك وأسألك به.