تعس عبد الدرهم (١) ، تعس عبد الخميصة (٢) ، تعس عبد الخميلة (٣) ، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط (٤) ، تعس وانتكس (٥)"،
ــ
= وانكب لوجهه)) اهـ. فتعس دعاء عليه بالهلاك، وقيل: التعس الشر، ومنه قوله:{فَتَعْساً لَهُمْ} أراد إلزامهم الشر. وقيل: البعد. وعبد الدينار طالبه الحريص على جمعه، القائم على حفظه، لا يرضى ولا يغضب ولا يحب ولا يبغض إلا لأجله، سماه عبدا له لشدة شغفه وحرصه عليه، ولكونه هو المقصود بعمله، وكل من توجه بقصده لغير الله فقد جعله شريكا له في عبوديته، وخص العبد بالذكر دون المالك والجامع إيذانا بانغماسه في محبة الدنيا وشهواتها، كالأسير الذي لا يجد خلاصا، والدينار مثقال معروف من الذهب، مضروب من المعاملات القديمة، قيل: أصله فارسي، وقيل: عربي.
(١) وهو قطعة من الفضة، سميت به للمعاملة وهو ستة دوانق نصف مثقال وخمسه، ويزن المثقال اثنتين وسبعين شعيرة متوسطة.
(٢) جمعها خمائص، ثوب خز أو صوف معلم، أو هو الكساء المربع له أعلام، وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة.
(٣) بفتح الخاء جمعها خمل، كل ثياب لها خمل من أي شيء كان، والطنفسة والخمل الهدب، وفي رواية: "القطيفة"، وفسرت بذلك، بدأ بعبد العين ثم بعبد العروض، فكأن المراد كل ما كان من الدنيا نقدا أو عرضا.
(٤) يؤذن بشدة الحرص على ذلك، كما قال تعالى:{فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} ١ فصار سخطهم ورضاهم لغير الله.
قال الحافظ:((أي عاوده المرض)) . وفي النهاية:((انقلب على رأسه، وهو دعاء عليه بالخيبة)) . قال الطيبي:((فيه الترقي بالدعاء عليه؛ لأنه إذا تعس انكب على وجهه، وإذا انتكس انقلب على رأسه بعد أن سقط)) .