للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به (١) . قال: فمسحه فذهب عنه قذره، فأعطي لونا حسنا، وجلدا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ (٢) قال: الإبل، -أو البقر شك إسحاق (٣) - فأعطي ناقة عُشَرَاء (٤) ، فقال: بارك الله لك فيها (٥) . قال: فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به (٦) ، فمسحه فذهب عنه (٧) ،

ــ

(١) اللون هيئة كالبياض والحمرة، والجلد ظاهر البشرة وهو: غشاء الجسد، و"قذرني" بكسر الذال، أي كرهوا مخالطتي، ونفروا عني، واستأذوا من رؤيتي، وعدوني مستقذرا من أجله.

(٢) لما زال عنه البرص الذي هو أكره منظر، وكان لا يبرأ في العادة، خيره في أنفس الأموال، ليجمع له أكبر النعم البدنية والمالية اختبارا.

(٣) أي ابن عبد الله بن أبي طلحة، راوي الحديث.

(٤) بضم العين وفتح الشين وبالمد، وهي: الحامل التي أتى على حملها عشرة أشهر أو ثمانية، وقيل: يقال لها إلى أن تلد، وهي من أنفس الإبل.

(٥) أي دعا له الملك بالبركة، وهو مجاب الدعوة بإذن الله.

(٦) وعابوني به.

(٧) ولم يكن البرء من عادته غالبا.

<<  <   >  >>