للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أمتي قرني (١) ، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم (٢) . قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثا (٣) ، ثم إن بعدكم قوم يشهدون ولا يستشهدون (٤) ،

ــ

(١) الخبر في الصحيحين، وأكثر روايات البخاري: "خيركم قرني " على تقدير حذف المضاف، أي أهل قرني، وجاء في رواية: "أهل قرني" واختلف في القرن، فقيل: من أربعين إلى مائة، وهو المعتبر، فخير الأمة قرنه لفضيلة أهل ذلك القرن في العلم والإيمان والأعمال الصالحة، لغلبة الخير فيه، وكثرة أهله، وقلة الشر وأهله، واعتزاز الإسلام، وكثرة العلم والعلماء، واشتداد الإنكار على من ابتدع، كالخوارج والقدرية ونحوهم.

(٢) أي فضل الذين يلونهم على من بعدهم لظهور الإسلام فيهم وكثرة الداعي إليه والراغب فيه، والقائم به، والقرب من نور النبوة، وما ظهر فيه من البدع أنكر واستعظم وأزيل كبدعة الخوارج والقدرية والرافضة، وتلك وإن ظهرت فأهلها في غاية الذل والمقت والهوان والقتل، فيمن عاند منهم ولم يتب، وأما القرن الثالث فهو دون الأولين، لكثرة ظهور البدع فيه، لكن العلماء فيه متوافرون، وقد تصدى كثير منهم لإنكارها، والإسلام إذ ذاك ظاهر والجهاد قائم.

(٣) هذا الشك من راوي الحديث عمران بن حصين رضي الله عنه، والمشهور من الروايات أن القرون المفضلة ثلاثة.

(٤) قوم بالرفع هكذا في بعض روايات البخاري وغيره، وهي مخالفة لقواعد الإعراب، والرواية المشهورة التي شرح عليها الشراح "قوما" بالنصب، وجوز =

<<  <   >  >>