للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي الحديث: " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء " ١. (١)

ــ

= واتخذوا ذلك دينا، وهي أوثان وأصنام، فإن الصنم ما كان مصورا على أي صورة، والوثن ما عبد مما ليس له صورة كالحجر والأبنية، وقد يسمى الصنم وثنا، كما قال الخليل: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} ٢. فالأصنام أوثان كما أن القبور بالنص أوثان، فالوثن أعم.

وقال بعض العلماء: كل ما عبد من دون الله، بل كل ما يشغل عن الله يقال له صنم، وقد بين الخليل -عليه السلام- السبب الذي أوجب له الخوف من ذلك بقوله: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} ٣. فإذا عرف الإنسان ذلك أوجب له الخوف أن يقع فيما وقع فيه الكثير، ولا يأمن الوقوع فيه إلا جاهل به، وبما يخلص منه من العلم بالله، وبما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم من توحيده والنهي عن الشرك به.

(١) يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه، أي أشد خوف أخافه عليكم، وهذا من شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته ورحمته هم، فلا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم عنه، وهذا الحديث أورده المصنف مختصرا غير معزو، وقد رواه أحمد والطبراني والبيهقي بأسانيد جيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله تعالى يوم القيمة إذا جازى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء " ٤. والشرك قسمان: أكبر وأصغر، وبينهما فرق في الحكم والحد، فالأكبر: أن يسوي غير الله بالله فيما هو من خصائص الله كالمحبة، وحكمه أنه لا يغفر =


١ أحمد (٥/٤٢٩) .
٢ سورة العنكبوت آية: ١٧.
٣ سورة إبراهيم آية: ٣٦.
٤ أحمد (٥/٤٢٨) .

<<  <   >  >>