للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية: " إلى أن يوحدوا الله (١) ، فإن هم أطاعوك لذلك (٢)

ــ

(١) هذه الرواية في كتاب التوحيد من صحيح البخاري، أشار بها المصنف إلى التنبيه على معنى شهادة ألا إله إلا الله، فإن معناها توحيد الله بالعبادة ونفي عبادة ما سواه، وفي رواية: " فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله " ١، وذلك هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وفي رواية للبخاري: " أدعهم إلى شهادة ألا إله إلا الله وأني رسول الله " ٢، فهذه الروايات يفسر بعضها بعضا، والمراد بذلك العلم والعمل بما دلت عليه، من إفراد الله بالعبادة، بخلاف من قال: أول واجب النظر في الوجود، أو القصد إلى النظر، فلا واجب على المكلفين أعظم من التوحيد علما وعملا، ومن أدلته هذا النص وغيره؛ فإن قوله: " فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله " ٣ مع قوله: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب" يعني أنهم أهل علوم وكتب وحجج، ومع ذلك أمره أن يدعوهم إلى إفراد الله بالعبادة، لكونهم محتاجين إلى أن تبين لهم ذلك، فإن منهم من يجهله، أو يعلمه ولكن الشهوة تمنعه من ذلك، وحب المال والجاه والرياسة والعياذ بالله، وفيه أنه لا يحكم بإسلام شخص إلا بالنطق بالشهادتين كما هو مذهب أهل السنة.

وقال الشيخ: قد علم بالإضرار من دين الرسول، واتفقت الأمة أن أصل الإسلام، وأول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فبذلك يصير الكافر مسلما، وإذا لم يتكلم مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين. قال المصنف: ((وفيه أن التوحيد أول واجب، والنبي صلى الله عليه وسلم أخذ عشر سنين كلها في الدعوة إلى التوحيد، والنهي عن ضده وهو الشرك، وفيه أن الإنسان قد يكون من أهل العلم، وهو لا يعرفها، أو يعرفها ولا يعمل بها، والتنبيه على التعليم بالتدريج، والبداءة بالأهم فالأهم)) .

(٢) أي شهدوا وانقادوا لذلك، وكفروا بما يعبد من دون الله.


١ البخاري: الزكاة (١٤٥٨) , ومسلم: الإيمان (١٩) , وأبو داود: الزكاة (١٥٨٤) , وابن ماجه: الزكاة (١٧٨٣) .
٢ البخاري: الزكاة (١٣٩٥) , ومسلم: الإيمان (١٩) , والترمذي: الزكاة (٦٢٥) , والنسائي: الزكاة (٢٤٣٥) , وأبو داود: الزكاة (١٥٨٤) , وابن ماجه: الزكاة (١٧٨٣) , وأحمد (١/٢٣٣) , والدارمي: الزكاة (١٦١٤) .
٣ البخاري: الزكاة (١٤٥٨) , ومسلم: الإيمان (١٩) .

<<  <   >  >>