للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودعا له فبرأ (١) كأن لم يكن به وجع (٢) ، وأعطاه الراية (٣) فقال: انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم (٤) ، ثم ادعهم إلى الإسلام (٥) ،

ــ

(١) بفتح الراء والهمزة، أي عوفي في الحال عافية كاملة.

(٢) من رمد ولا ضعف بصر، وذلك بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث: ((فدعا له فاستجيب له)) . وللطبراني عن علي: ((فما رمدت ولا صدعت منذ دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلي الراية)) . وفيه علم من أعلام النبوة.

(٣) أي دفعها إليه مع ما به من وجع العين، ولم يسع في طلبها. قال المصنف: فيه الإيمان بالقدر لحصولها لمن لم يسع ومنعها ممن سعى.

(٤) بضم الفاء وكسر الراء وسكون السين، أي امض برفق وتؤدة ولين، متمهلا على رسلك، من غير عجلة ولا طيش حتى تنزل بساحتهم، وساحة القوم وسوحهم ما قرب من حصونهم، وفيه الأدب عند القتال، وترك الطيش والأصوات المزعجة، وأمر الإمام عماله بالرفق واللين، من غير ضعف ولا انتقاض عزيمة.

(٥) أي والإيمان فإن الإسلام إذا أفرد دخل فيه الإيمان، كما أنه إذا أفرد الإيمان دخل فيه الإسلام بلا نزاع، والإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والخضوع له، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، وأصل الإسلام هو التوحيد، وهو معنى شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإن شئت قلت: هو شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وما اقتضته الشهادتان من إخلاص العبادة لله وحده دون ما سواه، فإن من عبد معه غيره لم يكن مسلما، والطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وهذا =

<<  <   >  >>