والمثال الثالث: يذكر بعض النحاة أن لعل يكون حرف جر في لغة عقيل، ويستشهدون بقول الشاعر:
فقلت ادعو أخرى وارفع الصوت جهرة ... لعل أبي المِغوار منك قريب
بجر أبي المغوار، وفي البيت رواية أخرى وهي:
.................................. ...
لعل أبا المغوار منك قريب
أبا: اسم من الأسماء الستة منصوب بالألف على الرواية الأخيرة، فكأن لعل على بابها، فهي أخت من أخوات إن تنصب المبتدأ وترفع الخبرَ.
وقد وصف أبو زيد الأنصاري هذه الروايةَ بأنها الرواية المشهورة التي لا خلافَ فيها، ولا شاهد في البيت على هذه الرواية -أي: الأخيرة-.
ونختم بأن نُشير إلى أنه إذا تعارضت روايتان لبيت واحد بأن كانت إحداهما تثبت حُكمًا نحويًّا، والأخرى تنفي هذا الحكمَ؛ فإن ابن جني -رحمه الله- قد دعا إلى تحكيم القياس بين هاتين الروايتين، فقال:"فرواية برواية، والقياس بعدُ حاكم".