للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يحب" ١، وفي الحديث الآخر: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء" ٢.

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكرم الخلق على الله، وكذلك صحابته، يصيبهم الفقر والفاقة، وهم أكرم الخلق على الله بعد النبيين، والكفار يسرحون ويمرحون في النعم على الله بعد النبيين، والكفار يسرحون ويمرحون في النعم من باب الاستدراج لهم.

فلا يستدّل بزهرة الدنيا على كرامة أهلها عند الله سبحانه وتعالى، وإنما يستدل بكرامة العبد على الله إذا كان على عمل صالح، سواء كان غنيًّا أو فقيراً، فهذا هو الكريم على الله سبحانه وتعالى، ومعايير الناس أن أهل الدنيا وأهل الغناء والثروة هم أكرم عند الله عز وجل، وأن أهل الفقر وأهل الفاقة إنما كانوا كذلك لهوانهم على الله.


١ أخرجه أحمد ١/٣٨٧، والحاكم ١/١٩٣ رقم ١٠٢، ٥/٢٣٠ رقم ٧٣٨١.
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
٢ أخرجه الترمذي ٤/٥٦٠ رقم ٢٣٢٥، وقال أبو عيسى: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع رقم ٥٢٩٢.

<<  <   >  >>