للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة السادسة: الاحتجاج بما عليه الأقدمون دون نظر إلى مستنده]

...

الاحتجاج بما عليه الأقدمون دون نظر إلى مستنده

المسألة السادسة

[الاحْتِجَاجُ بالمُتَقَدِّمِينَ، كَقَوْلِهِ: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} [طه:٥١] ، وَقَوْلِهِ: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: ٢٤] .

الشرح

أي: إذا جاءتهم الرسل بالحق احتجوا بآبائهم، فإن موسى عليه السلام لما دعا فرعون إلى الإيمان احتج فرعون بما عليه الأولون {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} [طه:٥١] يريد أن يحتج بما عليه القرون الأولى التي سبقته من الكفرة، وهذه حجة باطلة، وهي حجة جاهلية. وكما قال قوم نوح لما دعاهم إلى الله، قالوا: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: ٢٤] فقابلوا دعوة نبي الله نوح بما عليه آباؤهم على أنه حق، وأن ما جاء به نوح باطل؛ لأنه مخالف لما عليه آباؤهم.

وكفار قريش يقولون: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا

<<  <   >  >>