[المسألة التاسعة عشرة بعد المائة: المحاجة فيما ليس لهم به علم]
...
المحاجّة فيما ليس لهم به علم
المسألة التاسعة عشرة بعد المائة
[مخاصمتهم فيما ليس لهم به علم]
الشرح
أي: أن أهل الجاهلية يجادلون ويخاصمون فيما ليس لهم به علم. والواجب أن الإنسان لا يجادل إلا بعلم، أما ما لا يعلمه فإنه يسكت عنه، قال تعالى:{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}[يونس: ٣٩] يعني: وحقيقته التي يؤول إليها. وهذا يتضمن ناحيتين:
الناحية الأولى: أن الإنسان لا يدخل فيما لا يعلم، ولا ينكر ما لا يعلم، بل يقول: الله أعلم؛ ولهذا يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}[طه: ١١٤] ، فالإنسان لا يدعي أنه أحاط بالعلم، بل يتقاصر، ويعرف قدر نفسه، ولو كان عنده علم كثير، فما خفي عليه أكثر، والله جل وعلا يقول:{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}[يوسف: ٧٦] حتى ينتهي