[المسالةالرابعة والعشرون: زهدهم في الحق إذا كان عليه الضعفاء]
...
زهدهم في الحق إذا كان عليه الضعفاء
المسالة الرابعة والعشرون
[ترك الدخول في الحق إذا سبقهم إليه الضعفاء؛ تكبروا وأنفة، فأنزل الله تعالى:{وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ... }[الأنعام: ٥٢] .
الشرح
أهل الجاهلية يرفضون الحق إذا كان عليه الضعفاء من الناس، ولهذا قالوا:{أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا}[الأنعام: ٥٣] يعني: ليسوا أولى بالجنة منا، نحن أقدم منهم، وأشرف منهم، هؤلاء ضعفاء ما لهم قيمة ولا مقدار في المجتمع. وقد رد الله عليهم بقوله:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}[الأنعام: ٥٣] فالله جل وعلا لا يعطي هذا الدين إلا لمن أحب، أما الدنيا فيعطيها لمن يشاء من أحبابه ومن أعدائه.