[المسألة الخامسة والأربعون: دعواهم التناقض بين شرع الله وقدره]
...
دعواهم التناقض بين شرع الله وقدره
المسألة الخامسة والأربعون
[مُعَارَضَةُ شَرْعِ اللهِ بِقَدَرِهِ]
الشرح
هذه المسألة أيضاً تتعلق بالقدر؛ لأن هناك من يعارضون شرع الله بقدره، ويقولون: كيف يقدر الله الكفر والإيمان، ثم يشرع لعباده الشرائع والأوامر والنواهي، مع أنها لا فائدة منها إذا كانت الأمور مقضية ومقدّرة، فإن الناس يعتمدون على القدر؟
وهذه من أخطر مسائل الجاهلية، ويتبعها كل من سلك هذا المسلك إلى يوم القيامة ممن يزعمون أن بين الشرع والقدر معارضة، وهذا مذهب باطل، فلا معارضة بين الشرع والقدر أبداً، فالله قدر الشرك والمعاصي والكفر، ونهى عن ذلك، وشرع الإيمان والاستقامة والصلاح، ولا معارضة بينهما؛ لأن العباد هم الذين يفعلون هذه الأفعال باختيارهم وإرادتهم