للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِلَّا اخْتِلاقٌ} [صّ: ٧] أي: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا} الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم {فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} ملة آبائهم وأجدادهم {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} كذب، فهم وصفوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كذب، لماذا؟ لأنه مخالف لما عليه آباؤهم، وهو عبادة الأوثان، ولم يرجعوا إلى دين أبيهم إبراهيم وإسماعيل؛ بل رجعوا إلى ما كان عليه آباؤهم قريباً، وهم آباؤهم وأجدادهم في مكة من كفار قريش، فهذه سنة الكفار، وهذه سنة الجاهلية؛ أن يحتجوا بمن سبقهم من الأمم.

والواجب على العقلاء أن ينظروا ما مع الرسل، ويقارنوا بينه وبين ما عليه آباؤهم؛ ليتضح لهم الحق من الباطل، ويقارنوا بينه وبين ما عليه آباؤهم؛ ليتضح لهم الحق من الباطل، أمّا إغلاق الباب على أنفسهم، يقولون: ما نقبل إلا ما عليه آباؤنا، ولا نقبل ما يخالفه، فهذا ليس من شأن العقلاء فضلاً عن الذين يريدون النجاة لأنفسهم.

والآن عُبّاد القبور إذا نُهوا عن عبادة القبور، قالوا: هذا عليه البلد الفلاني، وعليه الجماعة الفلانية، وعليه قرون مضت. وأصحاب الموالد إذا نهوا، قيل لهم: هذه بدعة قالوا: هذا شيء معمول به قبلنا، ولو كان باطلاً ما عملوه.

وهذا احتجاج أهل الجاهلية، فليس العبرة بما عليه

<<  <   >  >>