للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مانعة من قبول الحق.

والنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه اليهودي، وقال: إنّكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشاء محمد أمر أن يقولو: " ماشاء الله وحده " ولا يقولو ماشاء الله وشاء محمد ١. فالنبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا الحق، وأمر أَصحابه بترك الخطأ.

وكذلك الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم من أحبار اليهود وقال: إن الله يطوي السموات بيمينه، ويحمل الجبال على أصبع، والأرضين على أصبع ... إلى آخر الحديث، فالنبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه؛ تصديقاً لهذا الحبر ٢، وأنزل الله قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:٦٧] ، فلما طابق قول هذا الحبر من اليهود الحق، قلبه النبي صلى الله عليه وسلم وسُرَّ به.


١ عن قتيلة امرأة من جهينة: أن يهودياًّ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنكم تُندِّدون وإنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: وربِّ الكعبة ويقولوا: ما شاء الله ثم شئت". أخرجه النسائي (٧/١٠ رقم ٣٧٨٢) ، وبنحوه عند ابن ماجه عن حذيفة بن اليمان (٢/٥٥٠ رقم ٢١١٨) ، وأحمد في المسند (٦/ ٣٧١- ٣٧٢) ، والبيهقي في الكبرى (٣/ ٥٤) .
٢ أخرجه البخاري (رقم ٤٨١١، ٧٤١٤، ٧٤١٥) ، ومسلم (٢٧٨٦) .

<<  <   >  >>