للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله بلا علم أعظم من الشرك، ومن ذلك: قولهم؛ الله أمرنا بكشف العورات. فليحذر الذين يقولون: هذا حلال وهذا حرام، بدون دليل من كتاب الله وسنة رسوله.

إلى أن قال سبحانه وتعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ} يعني: استروا عوراتكم {عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١] يعني: عند كل صلاة، ومنها الطواف بالبيت.

الشاهد: أن أهل الجاهلية يتقربون إلى الله بكشف العورات، ويعدونه عبادة لله، فهذا من أفحش الكذب والزور، والعياذ بالله. ومنه نأخذ تحريم كشف العورات مطلقاً إلا لضرورة، كالعلاج الضروري، أو ما بين الزوجين بعضهما مع بعض، وكشف العورة في غير هاتين الحالتين حرام شديد التحريم؛ لأنه يجر إلى الفاحشة والوقوع في الجريمة، والشيطان عرف أن العري يجر إلى الزنا واللواط؛ فلذلك رغب الناس في كشف العورات، وسمى هذا تقدماً وحضارة ورقياً، ونفَّر من الستر واللباس المحتشم، وقال: هذا تأخر ورجعية وتقاليد بالية.

وما يقال عن الحجاب الآن، والتزهيد فيه، والتمسخر من أهله شيء معروف في الصحف والمجلات والمجالس وغير ذلك، لكن هذا لا يضر أهل الإيمان إذا تمسكوا بدينهم.

٩٠

<<  <   >  >>