للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نتمسك بما عليه آباؤنا، ولا نطيع هذا الرجل، يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم. والله جل وعلا يقول: انظروا وتفكروا فيما قال لكم هذا الرجل، تفكروا، ولا تأخذكم العصبية، {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} [ (سبأ: ٤٦] جماعات وفرادى، تنظرون فيما دعاكم إليه محمد صلى الله عليه وسلم، فإن كان حقاً وجب عليكم اتباعه، ولا يجوز لكم البقاء على ما كان عليه الآباء والأجداد.

{أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ} يعني: لا للهوى والعصبية؛ بل يكون قيامكم لله، تريدون الحق {مَثْنَى وَفُرَادَى} اثنين اثنين، يفكرون ويجتمعون، ويعقدون جلسة؛ لأن تعاون الجالسين أو الجماعة فيه رجاء الوصول إلى الحق، أو فرادى، أن يخلو بنفسه ويفكر، ويتأمل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيجد أنه حق فيجب عليه اتباعه، {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، الذي تقولون: إنه مجنون، وهو ليس به جنون؛ بل هو أعقل الرجال وأعقل الخلق صلى الله عليه وسلم، وأنصح الخلق وأعلم الخلق، عليه الصلاة والسلام، فكيف تقولون: إنه مجنون؟ فكروا، انظروا في عقله، انظروا في تصرفاته، هل هي مثل تصرف المجنون؟ {مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: ٤٦] إنْ لم تؤمنوا به وتتبعوه، فإنه سيحل بكم العذاب الشديد، فهو جاءكم ناصح لكم، يريد لكم

<<  <   >  >>