إلى غير ذلك. فالميزان ليس هو الكثرة والقلة؛ بل الميزان هو الحق، فمن كان على الحق –وإن كان واحداً- فإنه هو المصيب، وهو الذي يجب الاقتداء به، وإذا كانت الكثرة على باطل فإنه يجب رفضها وعدم الاغترار بها، فالعبرة بالحق، ولذلك يقول العلماء: الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق. فمن كان على الحق فهو الذي يجب الاقتداء به.
والله جل وعلا –فيما قص عن الأمم –أخبر أن القلة قد يكونون على الحق، كما قال تعالى:{وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}[هود: ٤٠] وفي الحديث –الذي عرضت فيه الأمم على النبي صلى الله عليه وسلم رأى النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل، والرجلان، والنبي وليس معه أحد. فليست العبرة بكثرة الأتباع على المذهب أو على القول، وإنما العبرة بكونه حقاً أو باطلاً، فما كان حقاً –وإن كان عليه أقل الناس، أو لو لم يكن عليه أحد، ما دام أنه حق –يُتمسك به فإنه هو النجاة. والباطل لا يؤيده كثرة الناس أبداً، هذا ميزان يجب أن يتخذه المسلم دائماً معه.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما