للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه حالة أهل الكتاب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، إلاّ بقايا منهم كانوا على الدين الصحيح ١، لكن الأكثرية منهم على الكفر والانحراف عن دين الله.

أما العرب فكانوا على قسمين: قسم اتبع الديانات السابقة، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. وقسم كانوا على الحنيفية، دين إبراهيم وإسماعيل، لا سيما في الحجاز في أرض مكة المكرمة.

إلى أن ظهر فيهم رجل يقال له: عمرو بن لحي الخزاعي، كان ملكاً على الحجاز، وكان يظهر التنسك والعبادة والصلاح، وذهب إلى الشام للعلاج، فوجد أهل الشام يعبدون الأصنام، فاستحسن ذلك، وجاء من الشام بأصنام معه، ونقب عن الأصنام التي كانت مدفونة تحت الأرض بعد قوم نوح، ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وغيرها، كان الطوفان قد طمسها ودفنها، وجاء الشيطان فأرشده إلى أمكنتها، فنشبها وأخرجها، ووزعها على قبائل العرب وأمر بعبادتها؛ وقبلوا منه ذلك، ودخل الشرك في أرض الحجاز وفي غيرها من بلاد العرب، وغيّر دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وسيَّب السوايب للأصنام من بهيمة الأنعام؛ ولذلك رآه النبي صلى الله عليه وسلم يجر قصبه في النار، يعني يجر


١ قال الشيخ تقي الدين: إنهم انقرضوا قبل البعثة المحمدية.

<<  <   >  >>