فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم موجود ذكره في التوراة والإنجيل، اسمه ورسالته وصفاته عليه الصلاة والسلام، حتى إنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فلما كفروا بكتاب الله التوراة ولم يعلموا به، ابتلاهم الله جل وعلا بأن أخذوا بكتب السحر التي هي من عمل الشياطين، واستبدلوا عمل الشياطين بوحي رب العالمين، وهذه عقوبة لهم، فكل من أعرض عن الحق فإنه يبتلى بالباطل.
وكذلك كل من ترك الحق، فإنه يٌبتلى بالباطل، فالذي يترك منهم دعوة الرسل من الدعوة إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة، وبيان ذلك، يبتلى بأنه يروج للشرك والخرافات، ويستدل لها، ويروجها عند الناس على أنها حق، وهذا واقع كثير من علماء الخرافيين وعلماء القبوريين، بدلاً من أن يدعوا إلى توحيد الله، وإلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله، يدعون إلى الباطل، ويدعون إلى الله وإلى عبادة القبور، والتعلق بالأموات، ويلتمسون لذلك الشبهات التي يروجونها على الناس، فيشتغلون وقتهم في هذا الباطل، والعياذ بالله.