للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نا الْحَسَن بْن عَلِيّ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَمْدَان ثنا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ ثني أبي وكيع عَنْ الثوري عَنْ عَبْدِ الأعلى عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قَالَ فِي القرآن برأيه فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

قال المصنف رحمه اللَّه: وَقَدْ رويت لنا حكاية عَنْ بعضهم فيما يتعلق بالمكر إني لأقشعر من ذكرها لكني أنبه بذكرها عَلَى قبح مَا يتخايله هؤلاء الجهلة أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حبيب نا أَبُو سَعْد بْن أبي صَادِق نا أَبُو عَبْد اللَّهِ ابْن باكويه قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خفيف قَالَ سَمِعْتُ رويما يَقُول اجتمع ليلة بالشام جماعة من المشايخ فقالوا مَا شهدنا مثل هذه الليلة وطيبها فتعالوا نتذاكر مسألة لئلا تذهب ليلتنا فقالوا نتكلم فِي المحبة فإنها عمدة القوم فتكلم كل واحد من حيث هو وكان فِي القوم عمرو بْن عثمان المكي فوقع عَلَيْهِ البول ولم يكن من عادته فقام وخرج إِلَى صحن الدار فَإِذَا ليلة مقمرة فوجد قطعة رق مكتوب فأخذه وحمله اليهم وقال يا قوم اسكنوا فَإِن هَذَا جوابكم أنظروا مَا فِي هذه الرسالة فَإِذَا فيها مكتوب مكار مكار وكلكم تدعون حبه وأحرم البعض وافترقوا فما جمعهم إلا الموسم.

قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت هذه بعيدة الصحة وابن خفيف لا يوثق به وإن صحت فَإِن شيطانا ألقى ذلك الرق وإن كانوا قد ظنوا أنها رسالة من اللَّه بظنونهم الفاسدة وَقَدْ بينا أن معنى المكر مِنْهُ المجازاة عَلَى المكر فأما أن يقال عنه مكار ففوق الجهل وفوق الحماقة.

وقد أَخْبَرَنَا ابْن ظفر نا ابْن السراج نا الأزجي ثنا ابْن جهضم ثنا الخلدي قَالَ سمعت رويما يَقُول إن اللَّه غيب أشياء فِي أشياء مكره فِي علمه وغيب خداعه فِي لطفه وغيب عقوباته فِي باب كراماته قلت وهذا تخليط من ذلك الجنس وجرأة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر نا أَبُو الفضل السهلكي قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يَقُول سمعت خالي يَقُول قَالَ الْحَسَن بْن علويه خرج أَبُو يَزِيد لزيارة أخ لَهُ فلما وصل إِلَى نهر جيحون التقى لَهُ حافتا النهر فَقَالَ سيدي إيش هَذَا المكر الخفي وعزتك مَا عبدتك لهذا ثم رجع ولم يعبر قَالَ السهلكي وسمعت مُحَمَّد بْن أحمد المذكر يذكر أن أبا يَزِيد قَالَ من عرف اللَّه عز وجل صار للجنة بوابا وصارت الْجَنَّة عَلَيْهِ وبالا.

قلت وهذه جرأة عظيمة فِي إضافة المكر إِلَى اللَّه عز وجل وجعل الْجَنَّة التي هي نهاية المطالب وبالا وإذا كانت وبالا للعارفين فكيف تكون لغيرهم وكل هَذَا منبعه من قلة العلم وسوء الفهم أَخْبَرَنَا ابْن حبيب نا ابْن أبي صَادِق نا ابْنُ باكويه ثنا أَبُو الفرج الورياني ثنا

<<  <   >  >>