للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِهَا عَلَى الكسب أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد القزاز نا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثابت أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْد الماليني قَالَ سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَاحِد الهاشمي سمعت أبا الْحَسَن يُونُس بْن أبي بَكْر الشبلي يَقُول قَامَ أبي ليلة فترك فرد رجل عَلَى السطح والأخرى عَلَى الدار فسمعته يَقُول لئن أطرفت لأرمين بك إِلَى الدار فما زال عَلَى تلك الحال حتى أصبح فلما أصبح قَالَ لي يا بني مَا سمعت الليلة ذاكرا اللَّه عز وجل إلا ديكا يساوي دانقين.

قَالَ المصنف رحمه اللَّه: هَذَا الرَّجُل قد جمع بين شيئين لا يجوزان أحدهما مخاطرته بنفسه فلو غلبه النوم فوقع كان معينا عَلَى نفسه ولا شك أنه لو رمى بنفسه كان قد أتى معصية عظيمة فتعرضه للوقوع معصية والثاني أنه منع عينه حظها من النوم وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لجسدك عليك حقا وإن لزوجتك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا" وقال: "إذا نعس أحدكم فليرقد" ومر بحبل قد مدته زينب فَإِذَا فترت أمسكت به فأمر بحله وقال: "ليصل أحدكم نشاطه فَإِذَا كسل أَوْ فتر فليقعد" وَقَدْ تقدمت هذه الأحاديث فِي كتابنا هَذَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر نا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحميدي نا أَبُو بَكْر الأردستاني ثنا أبو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ سمعت أبا العباس البغدادي يَقُول كنا نصحب أبا الْحَسَن بْن أبي بَكْر الشبلي ونحن أحداث فأضافنا ليلة فقلنا بشرط أن لا تدخل علينا أباك فَقَالَ لا يدخل فدخلنا داره فلما أكلنا إذا نحن بالشبلي وبين كل أصبعين من أصابعه شمعة ثمان شموع فجاء وقعد وسطنا فاحتشمنا مِنْهُ فَقَالَ يا سادة عدوني فيما بينكم طشت شموع ثم قَالَ أين غلامي أَبُو العباس فتقدم إليه فَقَالَ غنني الصوت الذي كنت تغني:

ولما بلغ الحيرة حادى ... جملي حارا

فقلت احطط بِهَا رحلي ... ولا نحفل بمن سارا ١

فغنيته فتغير وألقى الشموع من يده وخرج أَخْبَرَنَا ابْن ناصر ثنا هِبَة اللَّهِ ابْن عَبْد اللَّهِ الواسطي نا أَبُو بَكْر أحمد بْن عَلِيٍّ الْحَافِظ نا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن أبي الفوارس نا الْحُسَيْن بْن أحمد بْن عَبْدِ الرَّحْمَن الصفار قَالَ خرج الشبلي يوم عيد وَقَدْ حلق أشفار عينيه وحاجبيه وتعصب بعصابة وَهُوَ يَقُول:

للناس فطر وعيد ... اني فريد وحيد


١ كذا في النسخة وسقطت هذه الحكاية وما بعدها في النسخة الثانية.

<<  <   >  >>