للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المذهب الأول]

مذهب الوحي والإلهام، أو مذهب "التوقيف" كما يقول ابن فارس اللغوي١. ويتلخص هذا المذهب، في أن الله سبحانه وتعالى، لما خلق الأشياء، ألهم آدم عليه السلام، أن يضع لها أسماء فوضعها.

ويستند أصحاب هذ المذهب، إلى أدلة نقلية مقتبسة من الكتب المقدسة، فاليهود والنصارى يستدلون بما ورد في التوراة من قولها: "وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية، وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم، ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية، فهو اسمها، فسمى آدم جميع البهائم، وطيور السماء وجميع حيوانات البرية"٢.

ويستدل أصحاب هذا المذهب، من علماء العرب، بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ} ٣ فكان ابن عباس يقول: "علمه الأسماء كلها، وهي هذه الأسماء التي يتعارفها الناس، من دابة وأرض وسهل وجبل وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها"٤.

وقد اختار ابن فارس اللغوي، في كتابه "الصاحبي في فقه اللغة" هذا المذهب. أما ابن جني، فقد تصدى لشرحه والرد عليه، فقال: "وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله: أقدر آدم على أن واضع عليها"٥.


١ الصاحبي لابن فارس ٦.
٢ سفر التكوين ٢/ ١٩، ٢٠.
٣ سورة البقرة ٢/ ٣١.
٤ انظر: الصاحبي لابن فارس ٦.
٥ الخصائص ١/ ٤٠، ٤١.

<<  <   >  >>