للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الطاء]

عرفنا من قبل أن الطاء، كما ينطق بها اليوم، تقابل التاء في الترقيق والتفخيم، أي أنها صوت شديد مهموس مفخم، ولا فرق بينهما إلا في أن مؤخرة اللسان ترتفع تجاه الطبق عند نطق الطاء ولا ترتفع نحوه في نطق التاء.

أما الطاء عند القدماء، فهي صوت شديد مجهور مفخم، عدها سيبويه من الأصوات المجهورة، كما قال عنها: "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا"١. أي أنها نظير الدال المفخم، عند سيبويه، في حين أنها في نطقنا اليوم، نظير التاء المفخم، كما سبق أن ذكرنا ذلك.

وقد مال معظم المحدثين، من دارسي الأصوات اللغوية، إلى تصديق رواية القدماء، عن الطاء العربية القديمة، من أنها كانت صوتا مجهورا، يشبه الضاد الحديثة، التي تطورت فضاع منها الجهر، وأصبحت تلك الطاء الحديثة، التي لم يكن لها وجود أصلا في العربية القديمة، فيذكر برجشتراسر أن "الطاء مهموسة اليوم، مجهورة "عند القدماء" ونطق الطاء العتيق قد أنمحى وتلاشى تماما"٢.

أما "شاده" فيرى على العكس من ذلك أن نطق الطاء العتيق، يوجد في جنوب جزيرة العرب، فيقول: "سيبويه يعد من المجهورة الطاء والقاف، وفي لفظ عصرنا لا نصيب للأوتار الصوتية في إنتاجهما، ولكن ذلك لا يصح إلا عن لفظ المدارس "يقصد الفصحى الحالية". وأما اللهجات فتخالفها مخالفة شديدة، فإن سكان جنوب جزيرة العرب مثلا،


١ كتاب سيبويه ٢/ ٤٠٦.
٢ التطور النحوي ٩.

<<  <   >  >>