للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[نظرية الفونيم والكتابة]

من الملاحظ في دراسة أية لغة من اللغات، أن مجموعة من الأصوات، التي قد تختلف فيما بينها، من ناحية المخرج أو الصفة، ينظر إليها من ناحية الكتابة والمعنى المعجمي، كما لو كانت صوتا واحدًا، وذلك مثل صوت "النون" في اللغة العربية مثلا، فقد لاحظنا من قبل أن ما يسمى بصوت النون في لغتنا العربية يندرج تحته عدد من الأصوات، يختلف فيما بينه في المخرج إلى حد ما، فالنون الموجودة في كلمة: "نقول" مثلا، غيرها في "إن ثار" أو "إن ظهر" و"إن شرق" أو "إن قام" وغير ذلك. وهذه الأصوات المختلفة المخارج، نطلق عليها جميعا اسم "صوت النون".

ومثال ذلك أيضا، أن السين في كلمة: "سماء" تختلف من ناحية الصفة، عنها في كلمة: "سطاء" مثلا، فهي في الثانية ذات قيمة تفخيمية، ليست في الأولى، ومع ذلك فإننا نسمي كل واحدة منهما سينا، ونرمز لهما في الكتابة برمز واحد، كما نرمز لأصوات النون المختلفة فيما مضى، برمز واحد في الكتابة كذلك.

هذه الأصوات المختلفة، التي يعبر عنها في الكتابة برمز واحد، ولا تستخدم في اللغة للتفريق بين المعاني المختلفة، هي ما يطلق عليه الغربيون اسم: "فونيم١ Phoneme= وحدة صوتية/ عائلة صوتية. وفي إمكاننا نحن أن نطلق عليه اسم: "حرف" مقصودًا به الرمز الكتابي، ونعمل بذلك على التفريق بين الاصطلاحين: "صوت" و"حرف". فالصوت هو ذلك


١ انظر لنظرية "الفونيم" أسس علم اللغة لما ريوباي ٤٨، ٨٧.

<<  <   >  >>