للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القسم الثاني: مناهج البحث اللغوي وتطبيقات المنهج المقارن]

[الفصل الأول: المنهج المقارن بين مناهج البحث اللغوي]

[مدخل]

...

[القسم الثاني: مناهج البحث اللغوي وتطبيقات المنهج المقارن]

[الفصل الأول: المنهج المقارن بين مناهج البحث اللغوي]

كان اكتشاف اللغة السنكسريتية "إحدى اللغات الهندوأوربية القديمة" في نهاية القرن الثامن عشر، نقطة تحول خطيرة في الدراسات اللغوية، فقد كان العلماء يهتمون قبل ذلك، بدراسة فقه اللغتني: اللاتينية واليونانية، ويبحثون في أصل اللغة عموما، ويقوّمون كل لغة بالنسبة إلى اللغات الأخرى، من جهات متعددة، كجمال الأسلوب، والثروة الكلامية، وضخامة التراث القديم، وما إلى ذلك. ومعظم هذه البحوث بحوث فيما وراء الطبيعة، كما أن الأحكام الذاتية لا الموضوعية تلعب دورا كبيرا فيها.

وعندما حل القرن التاسع عشر، شهدت الدراسات اللغوية تطورا كبيرا. وكان من أهم ما أتى به هذا القرن، هو الاتجاه إلى الدراسة اللغوية التاريخية، بعد أن اكتشفت اللغة السنسكريتية وعرفت علاقتها باللاتينية والإغريقية وغيرهما.

ومنذ ذلك الحين عرفت الدراسة اللغوية، ثلاثة مناهج هي: المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج المقارن.

أما المنهج الأول، فيكتفي بوصف أية لغة من اللغات عند شعب من الشعوب، أو لهجة من اللهجات، في وقت معين، أي أنه يبحث اللغة بحثا عرضيا لا طوليا، ويصف ما فيها من ظواهر لغوية مختلفة، ويسجل الواقع اللغوي، تسجيلا أمينا. بل إن "أنطوان مييه" "A. Meillet يذهب إلى أبعد

<<  <   >  >>