للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويوازي هذه المرحلة عند الطفل، تلك المرحلة التي يستطيع فيها التكلم، كما يتكلم غيره ممن يحيطون به. ويتألف معجمه اللغوي من الكلمات الشائعة في بيئته، واللازمة للتعبير عن أغراضه.

٥- مرحلة الوضع والاصطلاح. وهذه آخر مرحلة من مراحل النمو اللغوي. وهي وإن لم تكن مرحلة فطرية، فإنها تقوم على أساس فطري، ذلك هو حاجة الإنسان الملحة، إلى الاحتكاك ببيئته، والقبض على ناصيتها، ومسايرة اللغة التي يستخدمها لتفكيره وعقله، ومشاهداته التي يتسع نطاقها على مر الأيام، وكثرة التجارب، وتشعب دروب الحياة.

وفي هذه المرحلة، وضعت المصطلحات العلمية، وابتكرت الأسماء الدالة على المسميات المستحدثة. ولا تزال اللغة تنمو باطراد، ولا يزال عدد مفرداتها يزداد، كلما أوغل الإنسان في التحضر، وازداد نموه الفكري ازديادا، لا يظهر أنه سيقف عند حد.

ويوازي هذه المرحلة، مرحلة النمو اللغوي، عند الطفل، عندما يذهب إلى المدرسة، ويدرس العلوم والفنون، ويتعلم بعض المصطلحات العلمية والفنية المختلفة.

هذا هو مذهب التطور اللغوي، في نشأة اللغة الإنسانية. ويمتاز بعدة أمور:

الأول: أنه يخضع نشأة اللغة وتطورها، إلى سنة التطور العام، شأنها في ذلك شأن كل كائن حي، ينشأ صغيرا ساذجا، ثم ينمو شيئا فشيئا، بحكم طبيعته، والبيئة التي ينشأ فيها. وما اللغة إلا ظاهرة اجتماعية، تخضع لما تخضع له الظواهر الاجتماعية من عوامل التطور.

<<  <   >  >>