وممن تأثر بنظرية دي سوسير: العالم "فرانز بوعز" Franz Boas الذي كان مهتما -وهو من علماء الأنثروبولوجيا- بالوصف المفصل للفونولوجيا، أي النظام الصوتي في لغة من اللغات، ثم ينتقل بالتالي إلى وصف المورفولوجيا أو النظام الصرفي فيها في مستوى الكلمة "Word" والعبارة "Phrase". وقد نادى "بوعز" بضرورة دراسة كل لغة على حدة، وفقا لأحوالها الخاصة. وقد أصبح رأيه هذا فيما بعد، أحد المعتقدات الأساسية في الدراسات الوصفية في أمريكا.
وجاء بعد "بوعز" تلميذه: "إدوارد سابير" Edward Sapir الذي كان يؤمن بضرورة وصف كل لغة، وفقا لأحوالها الخاصة، كأستاذه ولكنه لم يكن مؤمنا بالفئات أو الوحدات اللغوية المتواضع عليها كأجزاء الكلام، بل كان يرى أن الوحدات الأساسية، كالاسم والفعل، والعمليات النحوية الأساسية، كترتيب الكلمات هي أمور قائمة في جميع اللغات التي يحتمل أن تكون لها عناصر كلية مشتركة، وذلك في المستويات الأساسية الكبيرة، التي تقوم عليها اللغات١. وكان تركيز "سابير" على العقل والفكر، موضع اهتمام علماء اللغة التحويليين.
وجاء بعد "بلومفيلد" Leonard Bloomfield الذي أسهم في تطوير المدرسة اللغوية البنيوية، وتوضيح قوانينها، ووضع مناهجها الأساسية. وقد هيمن كتابه:"اللغة" Language الذي نشر سنة ١٩٣٣م، على معظم الدراسات اللغوية، في السنوات الثلاثين التالية لصدوره.
وكان "بلومفيلد" من أتباع السيكولوجية السلوكية في دراسة