للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير أن الفرق بين اللغتين أن العبرية، كتب خطها في أثناء المرحلة الوسطى، التي كانت تنطق فيها الهاء، على العكس من الآرامية، فقد كتب خطها في أثناء المرحلة الأخيرة، وكانت الهاء قد سقطت فيها من النطق.

وما نراه في بعض نصوص المعاجم العربية، من ورد مثل: "خنفسة" و"خنفسا" و"خنفساء"١، لا يصح أن يكون ركاما لغويا، لظاهرة تطور تاء التأنيث إلى الألف المقصورة، كما قد يظن. بل هو على العكس، بداية لمرحلة جديدة من اندثار ألف التأنيث المقصورة والممدودة، وحلول التاء محلهما، وهي تلك المرحلة التي انتهت بمثل ما في كثير من اللهجات العربية المعاصرة، من ضياع هاتين العلامتين كما شرحنا ذلك من قبل. أي أن التطور سار في هذه الكلمة قديما على النحو التالي: خنفساء خنفسا خنفسة، كما حدث بعد ذلك في مثل: صحراء صحرا صحرة.. وغير ذلك.

وفي اللغة العربية، تستغني عن علامة التأنيث مطلقا، تلك الصيغ التي تعبر عن الأحوال الخاصة بالمؤنث، والناتجة عن خصائص ذلك الجنس، مثل: حائض وعاقر وحامل وناهد ومعصر وكاعب وعانس وناشز.

وتحتوي اللغات السامية فيما عدا ذلك على الكثير من الكلمات المؤنثة بلا علامة تأنيث، وهو ما يسمى بالمؤنثات السماعية، مثل: عين وأذن وعضد وكتف وذراع وقدم وكف وظفر وجناح وكبد وضلع وعقب ودلو وسوق وأرنب ونعل وضبع. وغير ذلك كثير في العربية٢.


١ انظر: القاموس المحيط "خنفس" "١/ ٢١٢.
٢ حكي في بعض هذه الأمثلة التذكير كذلك. انظرها مع أمثلة أخرى في كتاب: "الإمتاع فيما يتوقف تأنيثه على السماع".

<<  <   >  >>