للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفرج منك قريب قد أتى

وزميله الذي قال:

يمنعهن الله ممن طغى

إنما كانا من شعراء هذه القبيلة كذلك١.

ولعل هذه الظاهرة كانت شائعة عند قبيلة "هذيل" كذلك؛ لأنهم كانوا يضيفون المقصور إلى ياء المتكلم، في مثل: "هداي" و"هواي" وغيرهما، يقولون: هُدَىَّ "= هُدَيْ+ يَ"، وهَوَيَّ "= هَوَيْ+ يَ" وغير ذلك. وعلى لغتهم جاء قول أبي ذؤيب الهذلي:

سبقوا هويَّ وأعنقوا لهواهم

فتخرموا ولكل جنب مصرع٢

كما أننا نلاحظ أن تسكين الوسط للتخفيف، روي لنا في العربية كثيرا، وقالوا عنه إنه "لغة بني بكر بن وائل، وأناس كثير من تميم"٣، كما يروى عن قبيلة ربيعة كذلك٤. ومن أمثلته قول القطامي:

إذا هدرت شقاشقه ونشبت ... له الأظفار ترك له المدار٥

وقول القطامي كذلك:

ألم يخز التفرق جند كسرى ... ونفخوا في مدائنهم فطاروا٦


١ انظر: المنصف لابن جني ١/ ١٦٠ ومعاني القرآن للزجاج ١/ ٨٧.
٢ شرح ديوان الهذليين ١/ ٧ وانظر: معاني القرآن للزجاج ١/ ٨٧.
٣ انظر: شرح شواهد الشافعية ٤/ ١٥.
٤ انظر: الصاهل والشاحج ٤٤٠، ٤٨٦، ٦٦٦.
٥ ديواه ق ٢٩/ ٥٧ ص٨٦ وانظر البيت برواية أخرى في الصاهل والشاحج ٤٤٠.
٦ شرح شواهد الشافية ٤/ ١٥ وفي ديوانه ق ٢٩/ ٣٩ ص٨٣. "وأجلوا عن مدائنهم". وفي هامشة عن إحدى النسخ الخطية: "ونفخوا".

<<  <   >  >>