للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقوال. وأجاز الأخفش الرفع على لغة من قال: أكلوني البراغيث، وهو حسن. وقال الكسائي: فيه تقديم وتأخير، ومجازه: والذين ظلموا أسروا النجوى"١.

تلك هي آراء المفسرين، والنحاة، واللغويين العرب، في هذه الظاهرة. وهم فيها مقلبون لكل الأوجه الممكنة في العربية، من التخريج والتأويل.

ومما جاء في الحديث الشريف، قوله صلى الله عليه وسلم: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" ٢، بدلا من: تتعاقب فيكم ملائكة، وإن كان بعض العلماء يرى في هذا الحديث، أنه مختصر من حديث طويل، وأن أصل الحديث: "إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار"٣.

وقد وردت هذه الظاهرة، في بعض أحاديث الصحابة والتابعين، كما في قول الحسن البصري، يصف طالب العلم: "قد أوكدتاه يداه وأعمدتاه رجلاه"٤.

أما أبيات الشعر القديم، التي وردت فيها هذه الظاهرة، فما أكثرها في دواوين الشعر العربي. ومن أمثلة ذلك قول عمرو بن ملقط الطائي، وهو


١ تفسير الطبري ١١/ ٢٦٨ وانظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣١٦ وشرح التصريح ١/ ٢٧٠-٢٧٧.
٢ انظر مغني اللبيب ٢/ ٣٦٥ والقاموس المحيط "الواو" ٤/ ٤١٣ وبصائر ذوي التمييز ٥/ ١٤٦.
٣ انظر: شرح الأشموني على الألفية ٢/ ٤٨.
٤ انظر: الفائق للزمخشري ٣/ ٧٣ والنهاية لابن الأثير ٣/ ٢٩٧ ولسان العرب "عمد" ٤/ ٢٩٦ وانظر أحاديث أخرى في: إعراب الحديث للعكبري ٢٨، ٣٩.

<<  <   >  >>