للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشتمل على أمهات الكتب في سائر العلوم١، وقد احتذى الظاهر المنصور قلاوون، فبنى مدرسة كبيرة سميت المدرسة المنصورية، وكان يدرس فيها الفقه على المذاهب الأربعة، كما كان يدرس فيها التفسير والحديث، وأيضًا كان يدرس فيها الطب٢، ثم جاء الناصر ابن قلاوون، فأنشأ مدرسة عظيمة ورتب فيها دروسًا للمذاهب الأربعة، ويقول المقريزي: إنه أدرك هذه المدرسة٣، وبنى السلطان حسن من بعده مدرسة كبيرة، يقول المقريزي عنها: إنه لا يعرف ببلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين، يحكي هذه المدرسة في كبر قالبها، وحسن هندامها وضخامه شكلها، ويقول: إن العمارة استمرت فيها مدة ثلاث سنين لا تنقطع، وإنه كان يصرف على عمارتها يوميًا عرشون ألف درهم، وكان يدرس فيها الفقه على المذاهب الأربعة٤، ثم جاء المماليك البرجية، وعلى رأسهم برقوق، الذي أنشأ مدرسة لدرس المذاهب الأربعة، ودرس التفسير والحديث، وقراءت القرآن٥، وتبعه الملك المؤيد شيخ فابتنى هو الآخر مدرسة كبيرة٦، وكل ذلك يدل على مبلغ عناية المماليك بالحركة العلمية، وتشجيع العلماء، وقد عرف المؤيد شيخ من بينهم بأنه كان شعرًا وموسيقيًا٧، ويقول السيوطي نقلًا عن ابن حجر: إنه "كان معه إجازة بصحيح البخاري من شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، فكانت لا تفارقه سفرًا ولا حضرًا"٨.

وإذا كان المماليك عنوا بالحركة العلمية، فإنهم عنوا كذلك بالحركة الأدبية، وقد كان لديوان الإنشاء عندهم منزلة كبيرة، وكان لا يوظف فيه إلا من اشتهر بالبلاغة، وأوتي أسرار البيان والفصاحة، وكثيرًا ما ارتقى كاتب


١ خطط المقريزي ٢/ ٣٧٨ وحسن المحاضرة ٢/ ١٦٠ والنجوم الزاهرة ٧/ ١٢٠.
٢ خطط المقريزي ٢/ ٣٧٩ وحسن المحاضرة ٢/ ١٦٠.
٣ خطط المقريزي ٢/ ٣٨٢ وحسن المحاضرة ٢/ ١٦٠.
٤ حسن المحاضرة ٢/ ١٦٢.
٥ حسن المحاضرة ٢/ ١٦٣.
٦ حسن المحاضرة ٢/ ١٦٣.
٧ تاريخ دولة المماليك لموير ص ١٣٢.
٨ حسن المحاضرة ٢/ ٨٩.

<<  <   >  >>