للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألَا أيها الخل الذي طال حزنه ... عليها وفي أحشائه التهب الجوى

فعش أنت واسلم والحمير كثيرة ... ومثلك معدوم النظير لما حوى

ألا تذكرنا هذه القصيدة بالبهاء زهير حين يقول:

لك يا صديقي بغلة ... ليست تساوي خردلة

تمشي فتحسب أنها ... فوق الطريق مشكلة

هي روح الدعابة المصرية تتجلى دائمًا حين ينطلق شعراء مصر على سجيتهم, لا يتكلفون القول، ولا يتزمتون.

ومن دعاباته الظريفة قوله معرضًا ببعض النحاة, وواصفًا لهم ولحركاتهم وخلطهم:

إذا ارتفعت بالنحو أعلام علمنا ... جعلنا جواب الشرط حذف العمائم

ليعلم من بالنصب يرفع نفسه ... بأن حروف الخفض غير الجوازم

ويعلم من أعياه تصريف اسمه ... بأنا صرفناه كصرف الدراهم

نصبنا على حالٍ من العلم والعلى ... وكنا على التمييز أهل المكارم

لأنا رأينا كل ثور معمم ... يكلف قرنيه بنطح النعائم

يجر من الإذلال فضل كسائه ... كأن الكسائي عنده غير عالم

إذا نظر الكراس حرك رأسه ... وصاح: أزيد قام أم غير قائم؟

وقال: المنادى اسم شرط مضارع ... وظرف زمان نحو جاء ابن آدم

وجمعك للتكسير اسم إشارة ... كقولك: نام الشيخ فوق السلالم

٥- وقد تغنى الشاعر في بعض قصائده بمصر وأمجادها، وإن لم يظهر من الروح الوطنية مثل الذي أظهره رفاعة الطهطاوي، فمن ذلك قوله مادحًا إسماعيل:

على أنها من جنة الخلد غيضة ... رياض بها عين وأنت ضياء

فأبصرت فردوسًا تدانت قطوفها ... وللنيل فيها كوثر وشفاء

ومصر هي الدنيا جميعًا وربها ... عزيز وأهلوها هم النجباء

<<  <  ج: ص:  >  >>